يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا
يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا
موضوعي اليوم ليس عن ابوجهل قريش
ولكن عن ابوجهل الذي هو موجود في كل زمان و مكان
نصادفه اينما ذهبنا
في العمل و في الطريق و الحين دخلوا علينا بالانترنت بعد
يعني ابوجهل بس يعرف بالتكنولوجيا... والله مشكلة
ابوجهل كل العصور هذا هو السفيه الذي تكلمت عنه الابيات السابقة
هو شخص مسكين مريض نفسيا
ننظر اليه بعين الشفقه مما هو فيه
في قلبه امراض عديدة
الحسد و الحقد و الغيرة
لها نيران تحرقه من الداخل
يكره لغيره الخير
و يكره ان يرى غيره ناجح
و يتمنى الفشل للجميع حتى يتساووا معه
ولا يحب الا ذاته و لا يعجب الا بنفسه
ينظر للامور من منظور واحد ضيق جدا
فهو اعمى بصيرة
لا يستطيع النظر لاي شي ابعد من قدميه
لا يستطيع استيعاب كلام من لديهم فكر
لا يفهم ماذا تعني كلمة مشاعر و احاسيس
لانه فاقد هذه الاشياء
و هو بالتالي كالتلميذ البليد في الحصة
عندما لا يفهم الدرس يشاغب المدرس
حتى يعوض عقدة النقص التي لديه
يعطي لنفسه الحق بان يفرض نفسه على الغير
و ان يبدي رأيه بكل شي حتى ان لم يطلب منه ذلك
و يصدر الاحكام على الجميع و كأنه افضل البشر
كأنه المعصوم من الخطايا و الذنوب
لا عيب فيه بل في غيره كل العيوب
و هو ينظر للناس بعين طبعه
لا يحترم الخصوصية و لا الحدود الشخصية
ولهذه الاسباب تجد ابوجهل السفيه يخاطبك بكل قبح
فكلامه القبيح الذي يقذف به الغير
هو سلاحه الوحيد
لانه بلا منطق و لا اسلوب و لا حجة
لا يعرف يفرق بين حرية ابداء الرأي
و بين قلة الادب و التطاول
فهو لم ينل نصيبه من التربية السليمة
*****
و سؤالي هو
كيف يكون ردك لابي جهل السفيه و كلامه القبيح ؟
هل فعلا تطبقون نصيحة الامام الشافعي
و تترفعون عن الرد عليه ؟
ام تردون عليه ؟
مع العلم انه لن يتغير
فحالته ميؤوس منها
و الكلام معه كالكلام مع الحائط
بل ان الحائط افضل منه لانه لا ينبح عليك بالقبح
و اذكر هنا قول الامام الشافعي ايضا
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم .. إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف .. وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسْد تُخشى وهي صامته؟.. والكلب يـُخسَا لعمري وهو نباح
تحياتي لكم جميعا