مرت سنة ٢٠١١
سنة غنية بالأحداث علي جميع المستويات
العالمية و الاقليمية و المحلية
ماذا تعلمت منها ؟
سأرتب الأحداث على حسب مدى تأثيرها علي
و سأحاول الاختصار ما أمكن
لأن كل موضوع يستحق مقال لوحده
***
أكثر ما هزني هذه السنة
هو نزول سعر سهم مهم جدا
ليس سهم شركة في سوق الاوراق المالية
بل سهم يفترض أن يكون مدرجا
في البورصة الانسانية
سهم دم المواطن العربي
الذي اصبح ارخص من سعر الرصاصة
طبعا لا أستغرب ممن يتمسك بسلطته
أن يدافع عنها بكل شراسة
و لكن
ما هزني و هالني أكثر
هو رضى البعض برؤية سفك الدماء
فقط بسبب اختلاف سياسي او مذهبي مع المقتول
او اتفاق مع القاتل
لقد شاهدت بعيني و سمعت بأذني
قبح الطائفية في أبشع صورها
كيف تجعل للطائفي مكيالين
مكيال الحياة و الجنة لكل من يتفق معه
و مكيال الموت و النار لكل من يختلف عنه
رأيت و سمعت كيف يبرر الحاقد لنفسه القتل و سفك الدماء
كيف يرضى بازهاق ارواح الابرياء
و يُنظّر من علي كرسيه المريح خلف شاشة الكمبيوتر
و هو يرى الجثث و الدماء تملأ الشوارع
تبا لكم جميعا يا عديمي الانسانية
لن تفهموا معنى الانسانية و لن تروا سماءها
لأن رؤوسكم غرقى في عرقيتكم و عصبيتكم
و أقول في ختام هذه السنة
بقدر تمسكي بمبدأ الحب
الذي تعلمته من نبي الانسانية
و بقدر حبي للانسان ايا كان و حبي للبشر عامة
و بقدر تقديسي للروح البشرية التي بثها الله فينا
أقول لكم أني اكرهكم
أكره كل سني رضي بقتل شيعي بدم بارد
و أكره كل شيعي رضى بقتل سني بدم بارد
أكره كل من أيد بكلمة او حتى بصمت
قتل العزل ايا كان انتماؤهم او ديانتهم او مذهبهم
ملاحظة
مع وجود جميع وسائل الاتصالات الحديثة
و التصوير الفوري بالموبايلات و الكاميرات
و بثها مباشرة بالانترنت
نجد ان هناك دائما أكثر من رواية لنفس الحدث
بل هناك من يحاول أن يقنعنا بعكس ما نرى و أن نكذب أعيننا
فكيف تريدوننا أن نصدق تاريخ الفتن الذي كتب من مئات السنين
و نكون مستعدين للقتل من أجله ؟؟
متى تتركون الماضي و تعيشون للمستقبل ؟؟؟
***
سنة ٢٠١١
هي السنة التي رأينا فيها قناعاتنا بحقوق الانسان على المحك
وضعت تحت اختبار قاسي
في مختلف المجالات
و للأسف تساقط الكثير امام جدار هذا الاختبار
سواء كانوا دولا ام حكاما او شعوبا
و كما قلت سابقا
ليست لدينا مشكلة في تطبيق حقوق الانسان و الالتزام بها
مشكلتنا هي في تعريف من هو الانسان المستحق لهذه الحقوق
***
سنة ٢٠١١
سنة الزلازل
ليست فقط الزلازل السياسية بل الطبيعية ايضا
و أكبرها كان زلزال اليابان
الكوارث الطبيعية تعطينا عادة درسا
لكنه درس لمن يفهم لغة الانسانية
درسا في التكافل و التعاطف و التعاون
نجد جميع الفروقات و الحواجز تذوب
و نلتف حول بعضنا فقط تحت هوية انسان
فلا نبخل بمساعدة أو حتى دعاء
و بالاضافة لذلك
فقد اعطانا اليابانيون دروسا كثيرة
في تحمل المسئولية و الالتزام بالعمل و النظام
في انكار الذات من أجل الجميع
خصوصا في كارثة المفاعل النووي
التي سطرت لنا قصص بطولات من ضحوا بأنفسهم
و دخلوا مناطق الاشعاع العالي لمحاولة اصلاح ما تدمر
و منع حدوث كوارث أخرى
و هم يعلمون أنها ستكون آخر ايام في حياتهم
و أنهم ان لم يقتلهم الاشعاع الان سيقتلهم لاحقا
كم واحد منا وقف امام هذا الحدث العظيم و تأمل
كيف يكون العطاء و التضحية للوطن و للمجتمع و للانسانية ؟؟
بهؤلاء أبطال تسمو الدول و ترتقى
لا بالكوادر
***
سنة ٢٠١١
هي سنة الغوغاء و انقلاب المفاهيم و الموازين في الكويت
السنة التي يطالب فيها البعض بتطبيق القانون عن طريق كسر القانون
السنة التي يرفع البعض شعار الا الدستور ثم يخالف الدستور
السنة التي يطالب فيها البعض تطبيق القانون على غيره
و يسمي تطبيق نفس القانون عليه تعسف
السنة التي فيها من يطالب بمزيد من الحريات
هو نفسه من يطالب بإلغاء الاخر
ازدواجية في المقاييس في اوقح صورها
و هذا يذكرني بمقولة سعيد صالح
انا اطالب بتحرير المرأة ثم القضاء على المرأة
لقد احسست اني غريب في وطني
و يشاركني هذا الاحساس كثيرون
و كما الغريب في الخارج ينتظر أن يعود لوطنه
ننتظر نحن الغرباء في الداخل
أن يعود الوطن إلينا
***
سنة ٢٠١١
هي السنة التي فقد العالم فيها شخصية فذة
حزن الكثير في مختلف انحاء العالم لموته
السنة التي فقدنا فيها ستيف جوبز
و السؤال هنا لماذا هذا الحزن لفراقه ؟
كان رجل يبيع اجهزة.. شنو يعني ؟؟
و ردي على هذا السؤال هو
هو رجل مبدع و قدم لنا ابداعاته
و سر ابداعاته الذي يجب أن نتوقف و نتأمل فيه هو
أنه رجل أحب ما يعمل
و قام بعمل ما يحب
و لو تخيلنا كل شخص يحب عمله و يعمل ما يحبه
كيف سيكون حالنا ؟
***
سنة ٢٠١١
هي سنة الاكتشافات العلمية
او الاستمرار في تطوير و تطبيق الكثير من الاكتشافات العلمية المهمة
أهمها
the stem cells
أو الخلايا الجذعية
و التي توعد بتطورات كثيرة ان شالله في علاج الكثير من الامراض
كذلك هي السنة التي لاحظ فيها العلماء
وجود سرعة اسرع من سرعة الضوء
و هذا يتعارض مع نظريات اينشتاين
و في انتظار تحليلات العلماء
و أقف هنا لأتساءل لماذا لا نفكر مثلهم ؟؟
****
سامحوني على الاطالة
و لكنها سنة مليئة بالاحداث و العبر لمن يعتبر
و حاولت الاختصار قدر ما استطعت
أتمنى لكم سنة أفضل
كل عام و انتم و العالم و الانسانية و الكويت بألف خير