مايكل جاكسون -- ملك الجدل

راقبت مادار من جدل كبير في الانترنت بعد موت مايكل جاكسون

و انا لا اعني هنا الجدل الامريكي عن اسباب وفاته و محاكماته و ديونه و ووصيته

ولكني اقصد الجدل الكويتي

نعم جدل كويتي كبيردار حول وفاة مايكل جاكسون

جدل كويتي بين فريق تعاطفوا مع مايكل و ترحموا عليه و فريق سفه و لعن و حتى كفر الفريق الاول

فريق اعتبر مايكل اسطورة و مثل اعلى في النجاح و فريق اعتبره شخص تافه و حقير و شاذ

فريق قال عنه انه مات مسلم و هو في الجنة و فريق قال انه يهودي فاسق و هو في النار

فريق تجمع واقام له حفل تأبين و اشعل الشموع و ذرفوا الدموع و فريق جاء بالشرطة ليفرق التجمع بتهمة التفاهة و السخافة و الشعوذة و السحر و ارادوا القاء القبض عليهم

و هناك من تفاوت موقفه بين موقف الفريقين

وقد تابعت ما دار من نقاش و جدل حول هذا الموضوع في المدونات

وقد وصل بهم الجدل لان يشكك البعض بعقيدة البعض الاخر

و تحول النقاش الى مبارزة بين العلمانية و التدين ... بين الليبرالية و التزمت... بين الانفتاح العقلي و الانغلاق الفكري

هذا ما قرأته و تابعته و رأيته و كل هذا في الكويت فقط

و انا لست هنا بصدد اصدار اي حكم علي اي فريق

ولكن اردت ان اوضح الى اي مدى قد يصل التباين بوجهات النظر في مجتمعنا الصغير

الذي يفترض به ان يكون مجتمع متجانس نوعا ما

في موضوع بسيط مثل هذا ..السؤال هنا لماذا هذا التباين الفكري الكبير؟؟

طبعا الجواب انه من الطبيعي ان تجد تباين فكري في جميع المجتمعات

ولكن من الطبيعي ايضا ان نجد جلسات حوار بين الفرق المختلفة

لطرح وجهات النظر و تبادل الاراء و محاولة اقناع الاخر باللتي هي احسن

و هنا مربط الفرس... لغة الحوار

للاسف ما زلنا نستخدم لغة الشتائم و الصراخ و التكفير و صراع الديكة ... هذا في اهون الاحوال

مشكلتنا اننا نبدأ بحوار او نقاش بسبب اختلاف في الرأي

وننتهي بعداء كل فريق لفكر الفريق الاخر

في اغلب الاحيان نقاشنا ينتهي بعراك يفرق و لا يقرب

لان هدفنا من الحوار عادة ليس ان نتعلم من الاخر او نعلمه شيئا

بل هدفنا هو ان نخطئ الاخر و نشبع غرورنا فقط

اعتقد علينا ان نجلس اكثر و نتحاور اكثر و نتعلم الالتزام بأدب الحديث

ويكون هدفنا التقارب و اخلاقنا ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك