مدرسة الغزو

٧ شهور طويلة مريرة 

 حضرت فيها دروسا عديدة في مدرسة الغزو

و اليكم ما استفدته من دروس خلال هذه الشهور

و خلال العشرين السنة الماضية

و اسمحوا لي على الاطالة

.١

اول و اهم نقطه

خلونا نسمي الاشياء بمسياتها الصحيحة بعيدا عن التنظير و الكلام الانشائي

اللي يقولي ان الغزو كان نتيجة خلافات سياسية

و انه نتيجة مؤامرة امبريالية و من هالكلام الفاضي

اقوله

الغزو كان جريمة جنائية ضد مفهوم الانسانية بأكمله

لم يكن حربا بين جيشين عشان نقول خلاف سياسي

لم يكن احتلالا بهدف اقتصادي كما يدعون

كان جريييييمة 

كان اغتيال و اغتصاب شعب كامل

و محاولة نسفه من الوجود

و للاسف الى الان نقرأ و في جرايدنا

ان الغزو كان خطأ 

!!!!

اقرأوا عناوين الجرايد اليوم

حلوه خطأ هذي

انا اعرف الخطأ انك تلف لفه غلط

انك تغلط بلسانك على احد 

هذا خطأ

لكن احتلال دولة كان خطأ ؟؟؟

ما نبي تلطيف و مكياج للتاريخ

اللي صار جرييييييمة مع سبق الاصرار و الترصد

بكل ما تحمله هذي الكلمة من معاني

.٢

اول شي نسفه الغزو العراقي في مخي كان اكذوبة القومية العربية

لقد نشأت و ترعرعت مع جيل الستينات و السبعينات على التغني بالقومية العربية و تمجيد اسطورة الامة العربية

ليأتي صدام و من سانده من عرب لينسفوا هذا المفهوم من عرجه

لانه كان اكذوبة و صدقناها

فجاءت صفعة الغزو لنفيق من هذا الوهم

وتعلمت ان السياسة لا تدار بالعواطف و المظاهرات 

و هتافات الشوارع و تحيا الامة العربية

مادري للحين يقولونها بالمدارس ؟؟

لكنها تدار بالمصالح

و ان كانت مصلحتي ان اقتلك سأقتلك

و صديق اليوم عدو الغد

.٣

بالنسبة للي يطلب ان نسامح 

مو المفروض اللي نسامحه لازم يعتذر ؟

او على الاقل يبدي الندم و الاسف على ما حصل ؟

اليوم نكمل عشرين سنة من ذكرى يوم الغزو الغادر

وين الاعتذار ؟ وين الاسف ؟ وين الندم ؟

للحين يقولون الكويت جزء من العراق

للحين يماطلون في موضوع الحدود

للحين يقولون الغزو خطأ يعني عادي 

ممكن باجر واحد ثاني يخطئ بعد

ترى من طبيعة الانسان انه خطاء

انا اعتبر نفسي انسان متسامح

لكني بصراحة للحين ماشوف سبب واحد يخليني اسامح

.٤

اما بالنسبة للنسيان

و للي يدعونا للنسيان و ترك احزان الماضي

و عدم تقليب المواجع 

اقول قولو هالكلام للأم التي قبضوا على ابنها

و عذبوه ثم احضروه عند باب البيت

و دقوا الجرس لتفتح له الباب مستبشره برجوعه

ليطلقوا عليه طلقه في رأسه امام عينيها

اعدموه امام باب بيته

و تحاول اخته الدكتوره اسعافه 
و لكن الشهادة كانت مكتوبه له

هذه ليست قصة قرأتها

الدكتوره موجوده و هي من دفعتي

ام تريدوني ان اطلب من الدكتوره اللي توها تخرجت من كلية الطب

و هي لا تذكر ابوها الاسير الذي اسر و هي طفلة

في كل بيت كويتي هناك قصص مماثلة

كيف ننسى ؟؟

نحن لن ننسى ليس لاننا غير متسامحين

لن ننسى ليس لاننا محبين للحقد

و لكن لن ننسى لانه كان درسا شديدا عنيفا

تعلمناه بالطريقة الصعبة

و لن ننسى حتى لا نكون اغبياء

و لا نتعلم من التاريخ و دروسه

.٥

قد يقرأ البعض كلامي و يظن اني قاسي القلب 

متحيز للكويت كوني كويتي

لكن سبب ادانتي للغزو ليس فقط اني كويتي

و لكني لو انظر للموضوع بموضوعية سأدينه ايضا

دولة شعبها مسالم

أنعم الله عليه بالنعمة و الخير

و اخذ يوزع من ثرواته علي كل من سأله المساعدة و من لم يسأل

احتضن أبناء الدول الاخرى و كان مصدر رزق لهم

لماذا كل هذا الحقد ؟

أهذا الجزاء الذي يستحقه ؟

لا نقول نريد رد الجميل

فمساعدة المحتاج كانت واجب 

و لكن هذا جزاء المعروف ؟

غزو و شماته ؟؟

!!

.٦

من الامور اللي حسيت فيها اثناء الغزو

كانت اهمية نعمة الأمان

خصوصا الأمان داخل المسكن و البيت

هي نعمة لا يحس فيها الا من افتقدها

كلنا الان يغلق عليه باب بيته و ينام نوما هنيئا

و لا يحس بهذه النعمة اللي الله يديمها علينا و عليكم

لكن في الغزو افتقدنا هالنعمة

كنا نغلق علينا باب البيت و لا نحس بالامان

و ياله من شعور رهيب مروع

في ذاك الوقت حسيت بقيمة ما فعله سيد البشر

و تذكرت رحمته عليه الصلاة و السلام

عندما ارسل لأهل مكة رسولا يقول لهم

من دخل بيته فهو آمن

لمعرفته بأهمية هذا الشعور

فعلا كان درس للبشرية

لم احس فيه الا في ايام الغزو

.٧

من النقاط المضيئة في ظلام الغزو

كان تلاحم الكويتيين مع بعض

اختفت الفئات و اختفت الخلافات

و ذابت الفروقات و اصبحنا كويتيين فقط

و هذا التلاحم لم يساعدنا فقط في ادراة الامور اليومية

ان هذا التلاحم انا اراه هو السبب الرئيسي

لتحرير الكويت

فالعدو كان معتمدا على اننا سننقسم الى فئات متفرقة

و يضيع الشعب الكويتي

و لن يكون هناك مطالب بالكويت

لكننا خيبنا ظنه

و لكن اين نحن الان من ذاك التلاحم ؟

 اين نحن من شهداء القرين 

.٨

مهما صغرتم بعناوين صفحات الجرايد

و مهما اهملتم هذا الحدث

لن ننسى

لكل الاسباب التي فاتت

لن ننسى

لا نحتاج للتلفزيون او للجرائد لتذكيرنا

فنحن لن ننسى

.٩
الغزو لم ينتهي
و اثاره ما زالت موجودة
و جروحه لم تلتئم بعد
و هناك العديد من الاثار الجانبية و الامراض
التي نعاني منهاالان
و من السذاجة الكلام عن النسيان
بل علينا دراسة ما حدث
و دراسة اثاره
و ايجاد العلاج


.١٠
تعرض مفهوم المواطنة و الوطنية
عندي لهزة كبيرة اثناء الغزو
و خلال العشرين السنة الماضية
وسأحاول ان اكتب عنه 
اذا سنحت لي الفرصة

****

حفظ الله الكويت و شعبها من كل مكروه

تحياتي