في أحد المعارض و عند ركن مكتب الشهيد
وقفت متأملا إحدى اصداراتهم
فبادرتني إحدي الاخوات المنظمات
و سألتني هل تعرف معنى شعارنا ؟
قلت: الشهيد يترك لنا بصمته مخلدة في التاريخ
و محفورة في ذاكرتنا
قالت: هذا تفسير معنوي جميل
لكن سبب اختيار هذا الشعار لتذكيرنا بأن أغلب شهداء الكويت
كانت وجوههم مشوهة من التعذيب و لم نستطع التعرف على هوياتهم
الا من خلال بصمتهم
رحم الله شهداء الكويت
و أسكنهم فسيح جناته
***
كعادتي من كل عام و منذ بدأت التدوين
أجلس أمام شاشة الكمبيوتر
و أكتب لكم عن ذكرى هذا اليوم القبيح
علنا نُخرج من قبحه ما يجعل مستقبلنا جميلا
مثلما يخرج الله الحي من الميت
و سأستمر بذلك مهما وجدت الأمل يتضاءل
اليوم أجد نفسي أقف ضئيلا
أمام عظمة الشهداء
الذين سقوا بدمائهم تراب هذه الارض
و ضحوا بأثمن مافي الوجود
من أجل فكرة واحدة
فكرة وطن حر مستقل يعود ليضم جميع الكويتيين
قاوموا العدو الغازي الغادر
و تحملوا أنواع العذاب السادي
و سقطوا واحدا تلو الاخر
و هم علي أمل بأن يعود هذا الوطن
حرا أبيا ينهض بسواعد ابنائه
أين نحن الان من هذه الفكرة ؟؟
ماذا فعلنا لنكرم ذكراهم و تضحياتهم ؟؟
هل عرفنا السبيل لتكريمهم ؟
و ان عرفنا.. هل حاولنا ؟
سأترك الجواب لكم
***
عاد لنا الوطن بعد التحرير
كقطعة أرض محررة
و التم شملنا من جديد
و انتهى شتاتنا الجسدي
ليبدأ من بعده شتاتنا الفكري داخل الوطن
حضر الوطن للجميع
و غاب الجميع عن فكرة الوطن
***
هذه السنة اخترت أن أقف وقفة حداد
أمام ذكرى شهدائنا الأبرار
و أغمض عيني و أنا اعتذر منهم
لوجود البعض بيننا ممن يدنس ذكراهم
بزرع الشقاق بدلا من زرع هذه الارض
و بتشجيع الفرقة الهادمة بدلا من بناء المستقبل
لوجود البعض ممن يقدم مصلحته على مصلحة وطنه
فتمتد يداه للنهب و السرقة من أجل الثراء السريع
على حساب تنمية هذا الوطن
لوجود بعض الخونة بين ظهرانينا
ممن يترحم على صدام و أمجاده الدموية
بعد أن أعماه تعصبه فأغلق عينه الاولى بالجهل و عينه الاخرى بالحقد
و ختم على بصيرة قلبه بختم التطرف
فلم يعد يعرف طريق الصواب من الخطأ
فدخل و يريد ادخالنا معه في متاهة الفتن
هؤلاء لم يذقوا شعور من وجد نفسه في يوم وليلة بلا وطن
و شعور من يغلق عليه باب داره و لا يشعر بالأمان و السكينة
هؤلاء لن يهتموا لما أقول و أكتب
هذا إن قرأوه أصلا
لكني أوجه هذا الكلام لزملائي الشرفاء في هذا الوطن
كي نجدد الأمل و نتعاضد في الصمود
فالجميع مسؤول و شركاء في هذا الوطن
و لا يصح لوم فريق دون الاخر
كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته
فلنتحد و يتحمل كل منا مسؤوليته
هل هذا صعب ؟؟
إن كان صعبا
فلنتذكر ما قدمه
الشهيد
حفظ الله الكويت و أهلها من كل مكروه
تحياتي
رابط للمقالات القديمة عن ذكرى الغزو
٨/٢