الصمت و التغريد

دخلت تويتر من اكثر من عام
و لي أكثر من ١٤ الف تغريدة
كنت اظن اني اعرف لغة التغريد
و لكن مؤخرا اكتشف عكس ذلك


لا أفهم هذه اللغة التي يتكلم بها أغلب المغردون
و لا هم يفهمون لغتي
أتكلم عل و عسى أن اوصل صوتي للجميع
و لكن


عندما اناقش
فمن الطبيعي يكون الهدف التقارب في وجهات النظر
هذي من بديهيات النقاش
لكن ما يحدث عكس ذلك
!!!
عندما اذكر وجهة نظري التي انا حر في تبنيها و ابدائها
اجد الهجوم الشخصي ليس على فكري فقط 
و لكن على نواياي و ولائي و انتمائي 
!!!
عندما انتقد مواقف و تصرفات أشخاص معينين
هناك من يفترض أن لي أجندة خاصة
أو يكيل لي ببعض التهم الجاهزة المعلبة
!!!

أوزع لغة الحب و التسامح و التعايش
و يوزعون الاحكام المسبقة و الكراهية
!!!
تعجبهم الشتائم فيصفقون لها
و يبررون لها ان كانت من جماعتهم
و ينكرونها على من يخالفهم
!!!
مقاييس مزدوجة
لا ارى عيبي و عيب من معي
و من ضدي كله عيوب
!!!
ينادون بالحرية
 لكن الحرية لي وحدي و لا أرضاها لغيري
!!!


من يتفق مع كلامي هو من يتفق مع توجهي مسبقا
و من يختلف معي هو من يختلف مع توجهي مسبقا
و الأمل ضعيف في أن يتغير فكر أحد
كما يقولون حوار الطرشان
فلا فائدة من ذكر الاراء او نقاش المنطق
فمن يخالفك سيظل يخالفك
لا لشيء سوى ان الخلاف ليس خلاف فكري
 لكنه بسبب تعصب و فزعة
أهم سلاحين يعتمد عليهما اصحاب الفتن
 لأنهم يعلمون أن العقول المتعصبة عقول عمياء لا ترى النور 
و لكي تعرف كيف تمشي في الظلام
فهي تعتمد على اصحاب الاصوات العالية 
لكي توجههم و من ثم يتبعوهم


فجأة وجدت لغة التغريد لغة رقيقة ضائعة غريبة
بين نعيب الغربان و نعيق البوم


لذا اجد نفسي احيانا ابتعد عن هذا العالم
ذو الاصوات الغريبة
التي لا افهمها و لا تفهمني


فأحيانا تكون لغة العقل
هي الصمت